| Date: 2011-08-28 23:23:29 |
"لماذا يكرهنا المصريون"؟، هكذا تساءل جدعون ليفي محرر الشئون السياسية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، وهو التساؤل الذي لا يزال يطرحه الكثير من الإسرائيلين حتى بعد أكثر من 30 عاما على توقيع اتفاقية السلام بين الجانبين والتي فشلت في تحقيق التطبيع الشعبي كما استهدف الإسرائيليون".
وكانت إجابته بوضوح أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية هي سبب ذلك، مطالبًا الذين يطرحون هذا التساؤل بالنظر إلى تاريخ دولتهم وحكوماتهم المليء بالعدوان والوحشية على الآخرين سواء كانوا فلسطينيين أو لبنانيين أو غيرهم.
وأضاف: "من يعتقد أن كراهية المصريين لإسرائيل هي قضاء أو قدر إلهي مفروض على إسرائيل فهو واهم، وعليه أن ينظر للسنوات الأولى للسلام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد"، مشيرًا إلى أن المصريين الذين تظاهروا أمام مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة مؤخرا وقاموا بإزالة علم إسرائيل هم أنفسهم الذين استقبلوا آلاف الإسرائيليين بالترحاب في سنوات الثمانينات.
لكن العديد من الحوادث تراكمت عبر هذه السنوات وكانت سببا في تحول مشاعر المصريين نحو إسرائيل، ومثلت "عملية الرصاص المصهور بغزة"، و"الحروب مع لبنان"، و"انتهاك اتفاقية السلام مع مصر", أبرز أسباب كراهية المصريين لإسرائيل، معترفا بأن إسرائيل انتهكت كل المواثيق والمعاهدات، إذ "لم تعترف بحقوق الفلسطينيين الشرعية ولم تمنحهم حكما ذاتيا كما نصت اتفاقية "أوسلو"، وقامت بعمل مفاوضات صورية مضحكة لا تؤدي إلى أي نتيجة".
ومثّل عدم الالتزام بالتعهدات سببًا إضافيًا ضمن أسباب كراهية المصريين لإسرائيل، إذ "لم نلتزم أبدا بالتزاماتنا ووعودنا"، وقال مخاطبا الإسرائيليين: "يا من تسألون لماذا يكرهنا المصريون انظروا إلى الحرب الشرسة على قطاع غزة وإطلاق النيران على رفح وشن العمليات العسكرية على بيروت".
وخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن "قواعد اللعبة تغيرت واتفاقيات السلام ووقف إطلاق النار التي ظلت محفوظة بيد "الحكام الطغاة" في مصر وسوريا والأردن لا يمكنها أن تستمر في ظل أنظمة حكم ديمقراطية، من الآن فصاعدا نطقت الشعوب وتتكلم، ولن تسمح بأي أعمال عنف ضد العرب".
ودلل على ذلك برد الفعل الإسرائيلي في أعقاب هجمات إيلات التي أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين كأبرز مثال على تأثير التطورات الأخيرة بالمنطقة على الموقف الإسرائيلي، مرعبا عن اعتقاده بأنه "لم تكن مصر دولة جديدة بعد الثورة لكانت هناك عملية رصاص مصهور ثانية"، في إشارة إلى شن عملية عسكرية بغزة على غرار الحرب في أواخر 2008 وأوائل 2009 التي أسفرت عن استشهاد نحو 1500 فلسطيني.


الاثنين, أغسطس 29, 2011
coloring books gallery